السفير لطيف أبو الحسن والتكريم الدبلوماسي

لـم يحدث بتاريخ الجالية اللبنانية أو العربيّة في أستراليا، أن فتحت سفارة عربيّة أبوابها لتكريم أديب عربيّ، كما فتحتها، عام 1987، سفارة لبنان في كانبرا لتكريم الشاعر شربل بعيني العائد من مربد الشعر في العراق.
ولكثرة ما تناقلت وسائل الإعلام المهجريّة خبر التكريم، سأكتفي بمقاطع من مقال بحجم صفحة كبيرة أوردته جريدة صدى لبنان بعددها الصادر بتاريخ 12/1/1988:
"تكريماً للشاعر شربل بعيني الذي رفع إسم لبنان في مربد الشعر في العراق، دعا السفير اللبناني السيّد لطيف أبو الحسن وعقيلته سميرة إلى مأدبة أدبية في دار السفارة في كانبرا، ضمّت السفراء العرب: أنور الحديثي "العراق"، عبد الرحمن العوهلي "السعوديّة"، علي كايد " قائـم بأعمال السفارة الأردنيّة"، ومنصور عبد اللـه "سكرتير السفارة اللبنانية"، إلى جانب نخبة من أهل القلـم والتربيّة في طليعتهم راهبات العائلة المقدّسة في هاريس بارك، الأخوات كونستانس باشا، مارلين شديد، ومادلين أبو رجيلي.. والأساتذة: كامل المر، فؤاد نمّور، نعيم خوري، عصمت الأيّوبي، جرجس طوق.. وغيرهم..".
إذن، وكما قرأنا في بداية الخبر، نجد أن السفير اللبناني لطيف أبو الحسن قد خطّط لتكريم شربل بعيني، فدعا السفراء العرب والراهبات والأدباء والشعراء ومسؤولي الجالية في كانبرا، وأجلس الشاعر بعيني تحت صورة رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة يومذاك السيّد أمين الجميّل، زيادة في تكريمه.. وإليكم بقيّة الخبر:
"السفير اللبناني أبو الحسن ارتجل كلمة بالمناسبة، مرحبّاً بسفراء وممثلي الدول العربيّة، وبراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، وجميع الذين لبّوا دعوته لتكريم الشاعر شربل بعيني. كما تحدّث عن دور الأديب، وعن الأدب المهجري في أستراليا "الذي لا أراه أدباً مهاجراً بل أدباً متمدداً أو منتشراً، لأن أدبنا المهجري يحتفظ وبكل فخر بجذوره الممتدة في أعمق أعماق تربة الوطن.
وتحدّث سعادته عن دور الأديب في وطنه الجديد، وإسهامه في بنائه، ورفع حصون حضارته، معتبراً أن الأديب، أي اديب، والشاعر، أي شاعر، هو سفير لبلاده ولحضارته الأم، وأن على عاتق مثل هؤلاء السفراء تلقى مسؤوليّة التعريف بالوطن الأم وحضارته العريقة.
وتمنى في ختام كلمته للشاعر شربل بعيني ولرابطة إحياء التراث العربي في أستراليا، ولجميع الأدباء والشعراء الذين يحملون لواء مسؤوليّة الكلمة كل تقدّم وازدهار، متمنياً عليهم مزيداً من العطاء".
ولكي يجيء التكريم على مستوى الوطن العربي، أعطى السفير لطيف أبو الحسن الكلمة لسفير المملكة العربيّة السعوديّة السيّد عبد الرحمن العوهلي، الذي "شكر فيها لسعادة سفير لبنان إتاحته الفرصة للسفراء والدبلوماسيين العرب للقاء الشعراء والأدباء، مؤكداً أن بلاده وسائر البلاد العربيّة تبارك خطوات الأدباء والشعراء العرب في الديار الأسترالية، ولا سيما الشاعر شربل بعيني الذي عاد مؤخراً من مربد الشعر في العراق "وقد سبقته شهرته مما أثار الشوق في نفوسنا لسماع قصيدته المربديّة".
وقبل أن أنقل إليكم مقاطع من كلمات وقصائد الشعراء المهجريين الذين شاركوا بالتكريم، أحب أن أخبركم أن السفير العراقي أنور الحديثي لـم يكن أكثر حظاً من السيّدة سامية زوجة السفير جان ألفا، أو من البطريرك الماروني مار نصراللـه بطرس صفير، اللذين بكيا وهما يستمعان لقصائد شربل بعيني. بل أن صدى لبنان تخبرنا أنه لـم يتمالك نفسه عن البكاء وهو يستمع لقصيدة شربل المربديّة:
"أما شربل بعيني فقد ألقى قصيدة المربد الشهيرة التي قوطعت بالتصفيق مراراً، وكان لها وقعها الخاص لدى السفير الحديثي، الذي لـم يتمالك نفسه عن البكاء تأثّراً".
أول المتكلمين كان رئيس رابطة إحياء التراث العربي الأستاذ كامل المر، فقال:
"أصحاب السعادة.. إن صح لي أن أتقدّم إخواني الشعراء بالكلام، فلأشكرنّ سعادة سفير لبنان الأستاذ لطيف أبو الحسن، أولاً: لأنه أعاد السفارة اللبنانية كما يجب أن تكون بيتاً لكل اللبنانيين. وثانياً: لأنه أتاح لنا الفرصة، فرصة اللقاء بكم، بمناسبة تكريمه الشاعر شربل بعيني. وثالثاً: على هذه الإلتفاتة الكريمة لتكريم واحد من طليعة شعرائنا في المهجر الأسترالي الذين بهم نفتخر ونعتز".
بعده، ألقى الشاعر المكرّم شربل بعيني قصيدته المربديّة، وقصيدة ثانية باللهجة اللبنانيّة أختار منها:
إسمو لطيف.. وبو الحسن عيله
التاريخ شكشكلا الصدر إلماس
الميله اللي فيها.. بترجح الميله
ع كتر ما بتلتـم حولو الناس
بيشهد عليي الربّ حبّيتو
من يوم ما دقّ الهوا ع الباب
ووقت اللي صفّى بيتنا بيتو
منزعل إذا بينقلّنا غيّاب..
وكعادته، زمجر صوت الشاعر المرحوم نعيم خوري بقصيدة هي البركان بعينه، تساءل فيها عن أحوال لبنان:
"ولماذا حرب ضروس عليه
تتلظى وكل فكر بليدُ!
يا أبا الحسن في ظلالك تنمو
شعلة الوعي والوفاق الوطيدُ
أنت تسقي مطارح الفكر عطراً
نرجسياً لكي يثوب الجحودُ
هذه دعوة التواضع فيها
من مزاياك رونق وشهودُ
وفي ختام التكريم، ألهبت قصيدة الشاعر المهجري عصمت الأيّوبي الأكف، فكانت بحق مسك الختام، ولقد اخترت منها:
الضّاد تفرح أن يكرّم شاعرٌ
فيكرم الإنسانُ في الإنسانِ
ما "شربل" إلا فتى أحلامنا
حمل الرسالة داخل الوجدانِ
كبراعم الزهر الندي يصونها
ويصوغها في أجمل الألحانِ
فتذوب حيناً رقّةً ولطافةً
وتثور، حين يثور، كالبركانِ
وعند رجوعه إلى سيدني، وفي مقال نشرته جريدة النهار في عددها الصادر بتاريخ 14/1/1988، صوّر الأديب عصمت الأيّوبي التكريم، كما لـم تصوّره كاميرا الفيديو، فقال:
"الثلاثاء، الثاني والعشرون من كانون الأول 1987، كان يوم شربل بعيني في كانبرا، العاصمة الفيدرالية للبلاد، حيث يقيم سعادة السفير أبو الحسن، تقرر أن يكون مكان التكريم، إلى جانب مأدبة غداء يقيمها سعادته على شرف المحتفى به، ويحضرها السلك الدبلوماسي العربي وأعضاء الوفود المشاركة.
منذ الصباح الباكر غادر المدعوون الولاية الأولى متوجهين إلى كانبرا، وقد سلكوا لغايتهم خطّين: واحد بري والثاني جوّي..
مسافة الثلاث ساعات الفاصلة بين ولاية نيو ساوث ويلز وكانبرا، مرّت كلمح البصر، أو كحلم جميل كان لا يزال مستبدّاً بنا في نشوة الفرح والغبطة، إذ سرعان ما وجدنا أنفسنا على أبواب كانبرا نحاول معرفة الشارع المؤدّي إلى مقرّ السفارة اللبنانيّة، الذي أهدانا إليه بلهفة وشوق علم بلادنا المرفرف بعزّة وإباء على ناصية دار السفارة..".
هكذا صوّر عصمت الأيّوبي رحلته الأولى إلى كانبرا للمشاركة بتكريم صديقه ـ صهره الآن ـ شربل بعيني، وأعترف أنني اخذت من المقال عبارات قليلة، وكان عليّ أن أنشره بكامله، نظراً لأهميّته، لولا ضيق المجال. وفي الختام قال عصمت:
"مع فنجان القهوة بعد الغداء، كانت كلمة ترحيبية رائعة ألقاها سعادة السفير أبو الحسن، شملت جميع المدعوّين، وتمحورت بخاصّة حول رابطة إحياء التراث العربي، ودورها في خدمة الأدب المهجري، الذي اقترح سعادته تسميته بأدب التمدد والإنتشار، لكي تظلّ الصلة بالوطن قائمة، متينة، بعيداً عن معنى المهجر، وما ينطوي عليه من معنى الغربة والإقتلاع. ثـم هنّأ الزميل شربل بعيني على مثابرته ومقاومته لمغريات الحياة الماديّة، متمنياً له استمرار التقدّم والإزدهار، واطراد النجاح في المهمة التي يضطلع بها.
حوالي الثالثة انفضّ المجلس، وأخذت الصور التذكاريّة، وكان يوم شربل يوم الجالية، يوم الوطن، يوم الأمّة العربيّة".
بعد هذا التكريم، توطّدت العلاقات الأخويّة بين شربل بعيني والسفير لطيف أبو الحسن، وأصبحا أكثر من صديقين.. فكرّمه شربل في بيته عدّة مرّات، ومدحه بقصائد عديدة ضمّها ديوانه أحباب.. كما أنه دافع عنه دفاع المستميت كلّما حاول أحدهم التطاول عليه أو على السفارة اللبنانية.. أو نظر للسفير أبو الحسن بمنظار طائفي.. في وقت كان التقاتل الطائفي على أشده في وطن الأرز لبنان.
عام 1992، كرّمت الجمعيّة الإسلاميّة العلويّة في سيدني، بالإشتراك مع الأديب اللبناني الكبير جورج جرداق، وفعاليات الجالية الأدبيّة والإعلامية، شاعرنا شربل بعيني، وكان بين المتكلمين سفير الأدب والأدباء الدكتور لطيف أبو الحسن، فكانت كلمته رائعة كإلقائه وكحضوره. وبما أنني سأتكلّم عن هذه المناسبة لاحقاً، أستميح القرّاء عذراً، إذا استبقت الأحداث ونشرت كلمة السفير لأهميّتها وصدقها، وإليكم ما قال:
"كلّما دخلت منزل شربل بعيني تطالعك ظاهرتان تمتلكان فيك القلب والعقل. الظاهرة الأولى، هي تلك الإبتسامة المشعّة على شفاه أهل الدار، المشفوعة بكلمة (يا أهلا وسهلا) الصادرة من القلب. وما هذه الإبتسامة إلاّ مرآة تعكس ذلك الكنز الثـمين من المحبّة والصداقة، الذي يجمعه شربل بعيني وذووه بين حناياهم. تشعر بأنك واحد من أهل البيت، والدة عطوفة أعطت العالـم ما في المحبّة من رونق عندما ولدت شربل بعيني.
والظاهرة الثانية، التي تمتلك حواسك وعقلك، هي ذلك الشعار ـ الرمز المعلّق في أبرز مكان على جدار قاعة الإستقبال، ليراه القاصي والداني، ولو نطق لسمعته يقول: الخلق كلّهم عيال اللـه. إنه رمز وحدة الأديان والطوائف اللبنانية، جمعها شربل في بيته وقلبه وعقله، وجسّدها في مناجاة علي، ونطق بها في مزموره السابع:
دينك ديني.. دين الحبّ
الحبّ اللي بيجمع أكوان
وعلى مبدأ المحبّة، توحّدت الأديان في عالـم شربل بعيني.
في مناجاة علي تلتقي المحبّة والإيمان على مبدأ سمو الأديان، ونبذ التفرقة والتعصّب، فاللـه، كما قال السيّد المسيح، محبّة: (من أقام في المحبّة أقام في اللـه وأقام اللـه فيه)، والشرعة الوحيدة التي يتحتّم على الإنسان أن يعيش بها ولها، كما قال ميخائيل نعيمة، هي شرعة المحبّة، محبّة كل الناس، وكل الكائنات.
فلا عجب، إذاً، ولا غرو أن ينهل شربل بعيني من ينبوع عليّ، يغرف منه ما شاء، ويرتوي من حكمته وطهارته ليؤسّس معه علاقة فكريّة روحيّة، تنطلق من هذه الشرعة السرمديّة، شرعة محبّة كل الناس والكائنات.
عندما يناجي شربل بعيني عليّاً، تشعر بأنك أمام معزوفة موسيقيّة تشابكت فيها تعاليـم الأديان السماويّة بتناغم عذب، تنقلك من محيط الإيمان إلى محيط المحبّة، ومن عالـم الإنسان الأرضي إلى مجرّة الإنسانيّة، وفوق هذا وذاك ينكشف لك بأن (الخلق كلّهم عيال اللـه، أحبّهم إليه أنفعهم لعياله).
مناجاة علي، بالإضافة إلى كونه عملاً أدبياً رائعاً، هو وجه مشرق في حياة شربل بعيني، استحوذ على المزيد من إعجابنا وتقديرنا، إذ أنه تطرّق إلى موضوع يلامس حياتنا الواقعيّة، ويعكس أبهى ما في العلاقات الإجتماعيّة بين مختلف المذاهب من مزايا إنسانيّة وروحيّة، وهو بعمله هذا يعيد إلى ذاكرتنا روائع بولس سلامة وجورج جرداق وغيرهم من الذين عرفوا قدر الإمام علي بن أبي طالب.. وقَدَرَه.
قيمة هذا العمل هي في ذاته، ونزداد انبهاراً به كونه أنتج في المهجر، ليكون نبراساً للأدب المنتشر، وقدوة في التلاحم الديني. إنه رسالة المهجر إلى الوطن، أو بالأحرى، دعوة إلى نبذ العصبيّة الطائفيّة والتعصّب الأعمى، اللذين كادا أن يفتّتا الوطن. إنه رسالة إلى أولئك الذين يأخذون من التعصّب ستاراً، لا بل حصناً يبثّون من ورائه سموم التفرقة، تارة باسم الدين، وطوراً باسم الوطن، والدين والوطن منهم براء.
إبن لبنان البار هو من حمل راية التلاحم والتلاقي والمحبّة والإنصهار. بهذه الأقانيم تبنى الأوطان. فهنيئاً لشربل بعيني بهذا التكريم، وهنيئاً للبنان الواحد الموحّد، وللجالية اللبنانية الواحدة الموحدة، بشربل بعيني".
أعتقد أن كلام السفير هذا، كان وسيبقى سفير الكلام في هذا المغترب البعيد، فهو يشرح نفسه بنفسه، وتتسابق معانيه لتفسّر بعضها البعض بدقّة بالغة. كما أنه يدعو اللبنانيين، من خلال مواطن واحد اسمه شربل بعيني، إلى نبذ الطائفيّة، وبناء الوطن الواحد الموحّد، الذي يحضن أبناءه، كلّ أبنائه، ليصبح، فيما بعد، الوطن الأجمل، وطن الأحلام المعشّشة فيه، والعائدة إلى ربوعه.
وعندما أحيل السفير أبو الحسن إلى التقاعد، ودّعه شربل بحفلة تكريميّة مؤثرة، ألقيت بها القصائد والكلمات، وعلّقت صور "اللطيف" بالمئات في كل أرجاء القاعة. كما خصّه بعدد من مجلة ليلى، نشر فيه كل الكلمات التي ألقيت في وداعه. فالمسافر ليس إنساناً عادياً بنظر شربل بعيني: إنه "مكرّمه الأوّل" عام 1987.. إنه صاحب "الفضل العظيم" الذي يعجز عن إرجاعه.. إنه صديقه وأخوه.. إنه سفير بلاده.. إنه لطيف أبو الحسن وكفى.
وإليكم مقتطفات من الكلمة التي ألقاها السفير أبو الحسن ليلة وداعه، ونشرتها مجلة ليلى كافتتاحية في عددها الثاني والعشرين، الصادر في شهر آب 1997:
"أشعر اليوم أنني في قلب (بتخنيّه) وفي قلب (مجدليا)، وفي قلب لبنان.. إذ أن هذه العواطف الجيّاشة جعلتني عاجزاً عن مجاراتكم في اللغة والبلاغة والمبنى.
يطيب لي، وأنا محاط بهذه الباقة الفوّاحة من الأصدقاء، أن أسترجع ذكريات مرّ عليها إثنا عشر عاماً. ففي السنة الأولى لوصولنا إلى أستراليا، تكرّم الأستاذ شربل بعيني وأقام لي حفلة استقبال في دارته العامرة، وأوّل ما لفت نظري لوحة معلّقة في البهو الرئيسي من المنزل، تتضمّن شعائر الأديان السماويّة كلّها، فأكبرت فيه ذلك، وقلت في نفسي إنني أمام ظاهرة فريدة تجسّد لبنان، تجسّد الإنسانيّة في لبنان.
وبعد أن تناهى إلى سمعي، بعد سبع أو ثـماني سنوات، إنه مارس قناعته فعلاً، واقترن بليلى إبنة أخي عصمت الأيّوبي وأم مصباح.. قلت: لا شك ان هذا الرجل، بما يمثّل ويؤمن ويعتقد، هو تجسيد للقيم والأخلاق اللبنانيّة، التي يجب أن يبنى الوطن عليها.
أخي وصديقي شربل.. لقد أكرمتني مرّتين: المرّة الأولى عندما منحتني صداقتك، والمرّة الثانية عندما نبذت الطائفيّة قولاً وفعلاً، وكأني بك توجّه رسالة تقول بها: هكذا تبنى الأوطان".
وقد نشر كلارك بعيني، في الجزء الثالث من كتابه شربل بعيني بأقلامهم ـ 1988، صورة تجمع بين السفير أبو الحسن وشربل بعيني، وعلى الصفحة المقابلة أبيات لشربل تشرح أبعاد الصورة:
العمر مأكّد كزدوره
وعم تمشيها المعموره
مهما تبعّدنا الأيّام
منبقى جُوّات الصوره
أنّى للأيّام أن تبعد صديقين عزيزين كشربل ولطيف
**